السبت , 18 يناير 2025 - 18 رجب 1446 هـ 12:58 صباحاً
ما سبب ملوحة مياه البحر؟
من طفح كيل العمالقة حتى غطرسة الصرصار؛ لطالما تضمنت الحكايات الشعبية والأساطير تفسيرات فريدة من نوعها لبعض المفاهيم.
فمنذ آلاف السنين، وفي جميع أنحاء العالم كانت إجابة سؤال الطفل عن سبب ملوحة مياه البحر تحمل تفسيرات طريفة وخيالية، فكل جواب يحمل تأويلًا سحريًا أكثر من غيره.
كل هذا كان قبل وجود جوجل ليجيب على هذا التساؤل بأنه بسبب الأملاح الذائبة في الأنهار؛ ولجريان المياه السطحية إلى المحيطات، وكذلك لتدفق الانبعاثات الملحية من الفتحات الحرارية المائية في أعماق البحار.
ها هي الأساطير الخمسة التي تسعى لتفسير ملوحة مياه البحر بطريقة قد تبدو منطقية.
حتى عمالقة السحرة يحتاجون إلى راحة
في الماضي كان غسل كومة من الملابس يتطلب فركها بحجر الرحى طوال اليوم بدلًا من وضعها في غسالة الملابس على حمولتين كما نفعل الآن، فلا بد أن النساء آنذاك يشعرن بالملل والتعب، ولا سيما إن كان رب العمل قاسيًا وجاحدًا لا يسمح بأخذ فترة راحة.
هذا في الواقع ما حدث مع الساحرتين المستعبدتين الشماليتين، فينجا ومينجا اللتان أجبرتا على الطحن بحجر الرحى السحري لاستخراج السعادة والغِنى من أجل الملك فرودي بلا هوادة ولا راحة، فطفح بهم الكيل وألقوا لعنة على الملك فاندلق جيش سحق الملك وحوله إلى تراب وذلك بمساعدة ملك البحر، ثم اتبعت الساحرتان أمر ملك البحر وركبتا سفينته حاملات معهن الحجر السحري وقمن بطحن الملح تلبية لطلبه - لدرجة أن السفينة من ثقلها غرقت، فذاب كل الملح في المحيط فصار مالحًا.
إغراقك للسفن لن يدفع عنك المهر
كان الأمر كالكابوس عندما علمت الحماة الغنية التي تمتلك كهفًا مربحًا ينتج الملح أن مارج سا توبق ابن آلهة البحر يريد أن يتزوج ابنتها آليوان، ولطبيعتها الجشعة لم تكن مستعدة لتقليل المهر بل طلبت ذهبًا يملأ مئة قارب مقابل يد ابنتها.
فبكل يأس طلب العريس المستقبلي من اشبينه آلهة الرياح الموسمية التسبب بإغراق أي سفينة تحمل ذهباً وإرسال حمولتها المتلألئة إلى مملكة إله البحر حيث يمكنه جمعها من أجل المهر، لكن الذي لم يكن بالحسبان أن آليوان كانت على متن إحدى السفن الغارقة، فالعريس المضطرب قد نسي إشعار آلهة الرياح الموسمية لتوقف العواصف والأمطار المستمرة، كما أنه تسبب في نهاية المطاف باجتياح البحر لكهف حماته المنتج للملح، فتحول مالحًا إلى الآبد.
غطرسة الصراصير
وفقًا لحكاية قبيلة جمالجالجا الاسترالية كان هناك ثلاثة أصدقاء يتسكعون معًا، ويمارسون فن الرسم على الجسد ، لم يظن أحد أن علاقتهم ستسوء وتؤثر على العالم أجمع، فقد كانت رسمة الصرصار على جسد السحلية المتعرج متقنة وجميلة، وحينما حان دور السحلية لترسم على جسد الصرصار وعلى مرأى من الولب – إحدى فصائل الكناغر الصغيرة الحجم- رسمته على عجل وبنتيجة أغضبت الصرصار، فعبر عن غضبه بالتبول في جميع الأنحاء محولًا جميع المياه العذبة تقريبًا إلى مياه مالحة، لكن بفضل الولب الذي كان يحتفظ بكوب من الماء العذب لنفسه مسبقًا؛ نحن نمتلك اليوم قليلًا من المياه العذبة.
العواقب الوخيمة لابتلاع المحيط
وفقًا للأساطير الهندوسية فإنه في قديم الزمان وقبل ظهور بلودز آند كريبس –فرقة موسيقية مشهورة- ، كان هناك معركة بين الآلهة والشياطين ، فتراجعت الشياطين واختبأت في مخبئها الواقع تحت البحار حتى لا تتمكن الآلهة من الوصول إليهم؛ لكن لم تكن الآلهة بالخصم السهل فقد استدعت الراهب الضخم اغاستيا ليبتلع المحيط بأكمله، فكُشف عن مخبئهم وسُحقوا وألحقت الهزيمة بهم ، فبعد انتهاء المعركة حان أوان إعادة المحيط لمكانه، فأخرجه اغاستيا من جوفه وسواء كان ذلك بتقيؤه أم بتبوله فقد أصبحت البحار مالحة منذ ذاك الزمان.
ساق المارد ليست بجسرٍ ثابت
الجميع يكره نفاد الملح عند إعداد الطعام، لا سيما القرويين في إحدى الجزر القريبة من الفلبين، فأقرب موّرد للملح يقع في الجزيرة المجاورة التي تحتوي على مكونات الطهي الأساسية فهم عادة ما يبحرون إليها من أجل جمع المكونات لكن البحر كان عاصفًا ذات يوم مما سبب لهم مأزقاً.
فأتى أحد القرويين بفكرة رائعة حتى لا يفقدوا نكهة الملح من طعامهم، وهي أن يطلب من مارد القرية اللطيف أن يمد لهم يد العون- أو بالأصح ساق العون-، فوافق المارد إمداد ساقه وجعلها جسرًا يربط جزيرتهم بالجزيرة الأخرى ليعبر القرويون البحر العاصف من خلالها، لكن لسوءِ الحظ حطت قدم المارد على مستعمرة نمل ، حيث بدأت النمل بقرصه، فناشد المارد القرويين بأن يستعجلوا ، لكن بينما كانوا يركضون عائدين محملين بأكياس الملح، طغى الألم على المارد فحرك ساقه، فسقط القرويون والملح في البحر معًا، قام المارد بإنقاذ الناس؛ لكنه لم يستطع إنقاذ الملح من الذوبان في البحر، جاعلًا إياه مالحًا للأبد.