الأحد , 28 مايو 2023 - 8 ذو القعدة 1444 هـ 3:24 صباحاً
يستقصي باحثون من جامعة كاتالونيا المفتوحة في تجربة سريرية جديدة فاعلية الواقع الافتراضي في معالجة الاكتئاب عند الشباب.
تُقيّم الدراسة فائدة العلاج بالبناء الشخصي للذين يعانون من أعراض اكتئاب وتتراوح أعمارهم ما بين ١٨و٢٩ عامًا، وستكتشف فعاليته باستعمال تطبيق واقع افتراضي جديد.
أشارت دراسات حديثة إلى تفاقم عدد الشباب المصابين بالاكتئاب، وقال الباحث وعضو كلية علم النفس وعلوم التربية في جامعة كاتالونيا المفتوحة، أدريان مونتسانو: "وصل عدد الشباب المصابين بالاكتئاب بما فيهم الذين شُخصوا بأعراض اكتئاب خفيفة إلى ٦٠ و٨٠٪، وقد ارتفع عددهم مع الجائحة".
أساليب جديدة للعلاج يجب النظر فيها
قال مونتسانو: "أعراض الاكتئاب خفيفة في معظم الحالات، لكن كلما تلقَّى المصابون العلاج أسرع، قلَّ تفاقمها أو استمرارها على المدى الطويل.
والعلاج بالبناء الشخصي يركز على الطريقة التي يكون فيها الناس واقعهم وتفسيرهم لما يحدث لهم ولمن حولهم. وهذه أول تجربة من نوعها تُجرى على الشباب المُصابين بالاكتئاب".
ستقارن نتيجة التجربة بما توصل له العلاج السلوكي المعرفي، والذي يعتبر علاجًا قياسيًا.
وقد استُعملت تطبيقات الواقع الافتراضي سابقًا لعلاج الرهاب، لكنها المرة الأولى التي تُستخدم لعلاج الاكتئاب.
يُطلق على التطبيق الذي يُدرس اسم إيم (EYME) وقد طورته جامعة برشلونة، وهو تطبيق يستخدم معلومات المريض التي جُمعت من مقابلة سابقة لإنشاء عوالم ونماذج ثلاثية الأبعاد.
وأوضح مونتيسانو: "من الممكن مرافقة المريض في رحلة إلى ذهنه والاطّلاع على ما فيه من قيم ومعاني، فتعزز فيها المحادثة العلاجية. إن الخوارزميات التي يستخدمها التطبيق تعتمد على العمل المنجز لأكثر من عقدين، وكلنا ثقة بأنه سيُثمر في الشباب فيلتزمون بالعلاج ويميلون للعلاج النفسي".
تخصيص طريقة العلاج قد يُساهم في علاج الاكتئاب عند الشباب.
يرى باحثو جامعة كاتالونيا المفتوحة أن مشاركة المريض في طريقة علاجه شديد الأهمية.
حققت أنواع العلاج النفسي الأخرى معدلات ممتازة لفعاليتها، ومع ذلك فإن ما يقارب 35 ٪ من المرضى يهملون العلاج قبل انتهائه. ويعتقد الباحث أن توسيع نطاق العلاجات سيكون الحل الأمثل لهذه المشكلة.
قال مونتيسانو: "مشاركة المُصاب في تحديد طريقة علاجه وفقًا لرغباته شديد الأهمية، ونحن ندرك أن الإسراع في علاج المشكلة سيُثمر على المدى الطويل، لذلك يجب عكس العلاج".
وختم: "وهذا ما يحدث الآن في المجتمع، لذا يجب أن يُطبَّق في البحث أيضًا".